
غالبا ما يُنظر إلى الكمالية (المثالية) من حيث هي سمة إيجابية، ذلك أنها تزيد من فرصك للنجاح. غير أنها قد تؤدي إلى أفكار أو سلوكات تُقزِّم الذات، وتجعل تحقيق الأهداف أمرا صعبا؛ إذ تسبب التوتر، والقلق، والاكتئاب، وغيرها من المشاكل الصحية النفسية.
.. وإلا فلا … فلا يجنون سوى الحسرة والعجز .. وتنتهي رواية العمر عندهم من غير أن يكتبوا منها حتى السطر الأول!
النظر إلى أنفسنا وواقعنا، بعين تملؤُها الرحمة والتعاطف؛ لأنَّ أكثر من يستحق الرحمة، والعطف، والكلمة الطيبة هي ذاتنا وأنفسنا، فلن نستطيع أبداً أن نعطي المحبة للغير، إن كنَّا لا نعطيها لأنفسنا بالدرجة الأولى.
إنَّهم أشخاص موهوبون، وقد ساعدهم دافعهم الدؤوب على تحقيق العديد من الإنجازات العظيمة؛ ولكن رغم أنَّ الآخرين قد يشعرون بالدهشة من إنجازاتهم، إلَّا أنَّهم يتحدثون عن الشعور بالتوتر أو أي شيء آخر إلَّا الشعور بالرضا.
أما تنمية الذات تطوير القدرات الشخصية تدفع الإنسان إلى تحقيق التوازن الشخصي في الجوانب العقلية والعاطفية والجسدية والروحية والتعلم من أخطائه مع الفرح بالإنجازات الصغيرة.
وترقبونا دائما لتطلعوا على الدورات الصيدلانية الجديدة التي سوف تطرح بشكل دائم.
منح أنفسنا الوقت الكافي لإنجاز مهمة معيَّنة، عوضاً عن الإسراع في تنفيذ العمل، من أجل إنهائه في وقت قياسي؛ لأنَّه في حال برمجنا أدمغتنا على إنجاز العمل بوقت قياسي وسريع، سيكون ذلك على حساب الدقّة في العمل، وفي حال أُنجِزَ العمل بدقَّة، ولكن بمدة أطول مما وضعناه لأنفسنا، سنقع أيضاً في حفرة لوم الذات، ونضيع على أنفسنا بهجة الاحتفال بعملنا هذا.
بينما تعمل على ذلك، يوصى بإجراء مراجعة أسبوعية تفكر فيها في تقدمك. حاول الحصول على مسافة راجع هنا نفسية واسأل نفسك: "هل كان هناك أي شيء تجنبه هذا الأسبوع خوفًا من ارتكاب الأخطاء؟ هل كانت هناك أشياء لم يكن فيها كمالي يستحق العناء؟ هل كانت هناك أوقات هذا الأسبوع عندما اتخذت إجراءً، رغم شعوري بعدم اليقين، وانتهى بي الأمر بتحريك الأمور إلى الأمام؟ تذكر أن هدفك هو أن تتعلم أين يكون للكمالية تأثير إيجابي وأين لا يكون كذلك، وأن كل الأشياء تستغرق وقتًا لإتقانها، فحتى هذا المقال لم يكتب إلا بعد أن حذفت مسودات عديدة.
السعي للكمال يعني أننا ننظر دائمًا إلى ما ينقصنا بدلًا من تقدير ما أنجزناه بالفعل.
أعاني من أمرٍ يؤلمني جداً، وهو أني في كل شيءٍ أريد فعله أسعى إلى الكمال فيه، وهو أمرٌ لن يحدث، ودائماً ما أصاب بفقدان الأمل وأترك الشيء ولا أكمله. ففي العام الماضي سافرت إلى دولة قطر عند أخي للبحث عن عملٍ، وذهبت إلى شركةٍ لعمل مقابلةٍ، وكانت باللغة الإنجليزية، ونجحت في المقابلة، لكن المسؤول قال لي أنني يجب أن أحسن من اللغة الإنجليزية، وقال لي يمكنك أن تبدأ معنا، وخلال الثلاثة الشهور الأولى تكون قد تحسنت.
الأمر الثاني: أن تقتحم مجالات الحياة والعمل، وأن تقبل بالأعمال النصف "مطبوخةً" وتبتعد عن الرغبة في أنك تريده عملاً كاملاً، نعم اقبل بأنصاف الحلول، فهذا أفضل من لا حل بالمطلق!
الكمالية في النقد الذاتي: هذا النوع من الكمال أكثر عرضة للتخويف من الأهداف التي وضعها الشخص لنفسه، فبدلاً من أن تشعرهم أهدافهم بالتحفيز، قد يشعرون غالباً باليأس، أو أن أهدافهم لن تتحقق.
هل الطموحات العالية والإنجازات المبهرة هي السبيل الوحيد نحو السعادة؟ وإذا كانت حقًا كذلك لماذا لا نشعر بالرضا عن أنفسنا عند تحقيق تلك الطموحات؟ أم أنها مجرد قناع يكمن ورائها وهم الكمال؟
حينئذٍ استوعب الفكرة، لكنَّني كنت لا أزال قلقة من طريقة تفكيره.